الاثنين، 6 ديسمبر 2010

نبذة عن حياة الفنانين الرسامين في العالم



ولد ليوناردو  دافينشي في أبريل سنة 1452م ، في بلدة صغيرة تدعى فينشي قرب فلورنسا بتوسكانا بإيطاليا ، (1452 - 1519 م) ، من أشهر فنانين الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام ، نحات، معماري ، وعالم  ، ابن غير شرعي لعائلة غنية فأبوه كاتب العدل وأمه فلاحة تطلقت من زوجها بعد ولادة طفلها بمدة قصيرة مماجعله يفتقد حنان الأم في حياته ، في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل مايمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون ( فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن إيطاليا ).
كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة بشكل مثير ولافت ، فقد كان وسيماً لبق الحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع . حوالي سنة 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا دل فروكيو (Andrea del Verrocchio ) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت .
في سنة 1472 م ، أصبح عضواً في دليل فلورنسا للرسامين ، وفي سنة 1476 م ، استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد " فيروكيو " حيث كان يساعده في أعماله الموكلة إليه منها لوحة ( تعميد السيد المسيح ) حيث قام بمساعدة " فيروكيو " برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 ، يوفوزاي فلورنسا (Uffizi، Florence).
سنة 1478 م ، استطاع ليوناردو الاستقلال بهذه المهنة وأصبح معلم بحد ذاته ، عمله الأول كان رسم جداري لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى بالإيطالية " بالالزو فيكيو " (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها . وأول أعماله الهامة كانت لوحة توقير ماغي (The Adoration of the Magi) التي بدأ بها سنة 1481 م ، وتركها دون إنهاء ، التي كانت لدير  ، ومن أهم الأعمال لوحة الموناليزا الشهيرة .
يعتبر النموذج المثالي الذي يمثل عصر النهضة بسبب مؤلفاته حيث أنه قام بتاليف ثلاثة كتب : الأول عن فن التصوير الزيتي والذي يعرف حاليا باسم " نظرية التصوير "، والكتاب الثاني عن التشريح والكتاب الثالث في الميكانيكا ، ولكن الكتاب الثاني والثالث مفقودان الآن ولم يصل لنا منهما سوى بعض الصفحات ، أما كتاب " نظرية التصوير " فهو متوفر في جميع أنحاء العالم بجميع اللغات ، ويظهر في هذا الكتاب مدى حب الفنان العبقري ليوناردو لفن التصوير الزيتي ، وتوفي في مايو سنة 1519م، في تشاتيو دو كلو ، فرنسا ، له آثار عديدة على مدارس الفن بإيطاليا امتد لأكثر من قرن بعد وفاته وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح ، البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي .



مايكل أنجلو بوناروتي ولد في 6 مارس 1475م ، بلقرب من آريتسو ، في كابريزي ، توسكانا ، وهو رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي ، كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة ، ومعلمه دومينيكو غيرلاندايو . 
اعتبر مايكل أنجلو أن جسد الإنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولابد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة، جدار، أو باب . 
كان مايكل أنجلو يبحث دائماً عن التحدي سواء كان تحدياً جسدياً أو عقلياً، وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية، وكان يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائما مايخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة ، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين ، ومواضيع أخرى . نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلاً إلا أنه كثيراً ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه .
رغم كونه من الفنانين الشديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة . فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب المسيح .
تعرف خلال مسيرة عمله ، على مجموعة من الأشخاص المثقفين يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير. رعاته كانوا دائما من رجال الأعمال الفاحش الثراء أو رجال ذوي المكانة الاجتماعية القوية بالإضافة لأعضاء الكنيسة وزعمائها ، من ضمنهم البابا يوليوس الثاني ، كليمنت السابع وبولص الثالث . يسعى دائما ليكون مقبولاً من رعاته لأنه كان يعلم بأنهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة .
من صفاته أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهداً كبيراً وعملاً مضنياً فكانت معظم أعماله تتطلب جهداً عضلي وعدداً كبيراً من العمال وقليلاً ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف . وتُعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه .
قام مايكل أنجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها ولم يبق من لوحاته إلا بضعة لوحات ومنها لوحة باسم " دراسة لجذع الذكر "، التي أكملها عام 1550 م، والتي بيعت في صالة مزادات كريستي بنحو أربعة ملايين دولار ، وكانت هذه اللوحة واحدة من عدة رسومات قليلة للأعمال الأخيرة له . 
أثارت عملية تنظيف تمثال داوود الشهير، في الذكرى الخمسمئة لنحته ، بالمياه المقطرة ، جدلاً واسعاً ، حيث وافق وزير الثقافة الإيطالي " جوليانو أوروباني " على تنظيفه رغم احتجاج العديد من الخبراء على طريقة التنظيف ، حيث رأى البعض أن تلك الطريقة في التنظيف ستلحق أضرارا بالرخام وسط مخاوف من أن تصبح منحوتة داوود أشبه بمنحوتة عادية من الجص ، وطرح الخبراء فكرة التنظيف الجاف الذي رفضه وزير الثقافة جوليانو أوروباني .
بالرغم من اعتبار رسم اللوحات من الاهتمامات الثانوية عنده إلا أنه تمكن من رسم لوحات جدارية عملاقة أثرت بصورة كبيرة على منحى الفن التشكيلي الأوروبي مثل تصوير قصة سفر التكوين في العهد القديم على سقف كنيسة سيستاين، ولوحة يوم القيامة على منبر كنيسة سيستايت في روما. ما يُعتبر فريدا في حياة فناني عصر النهضة إن مايكل أنجلو كان الفنان الوحيد الذي تم كتابة سيرته على يد مؤرخين بينما كان على قيد الحياة حيث قام المؤرخ جورجو فازاري بكتابة سيرته وهو على قيد الحياة، ووصف الأخير مايكل أنجلو بذروة فناني عصر النهضة . مما لا شك فيه أن مايكل أنجلو قد أثر على من عاصروه ومن لحقوه بتأثيرات عميقة فأصبح أسلوبه بحد ذاته مدرسة وحركة فنية تعتمد على تضخيم أساليبه ومبادئه بشكل مبالغ به حتى أواخر عصر النهضة فكانت هذه المدرسة تستقي مبادئها من رسوماته ذات الوضعيات المعقدة والمرونة الأنيقة ، توفي في روما سنة 18 فبراير 1564م ( قرابة 88 سنة ) إثنان من أهم أعماله النحتية ، تمثال داوود وتمثال بيتتا العذراء تنتحب قام بإنجازهما وهو دون سن الثلاثين .




ولد " هارمانزون فان ريجن رامبرانت " في 15 يوليو 1606م، بمدينة لايدن بهولندا ، من أهم الفنانين الرسامين على القماش في التاريخ الغربي ، وهو الطفل الثامن من تسعة أولاد لعائلة هولندية عريقة . التحق بكلية الفلسفة، في جامعة لايدن ؛ لدراسة الأعمال الكلاسيكية، في أوائل عمره، إلا أنه خلال فترة دراسته الجامعية، وجد فى نفسه ميلاً فطريًّا للرسم، فأخذ يرسم على دفاتره وكتبه المدرسية، وقرر أن يترك مقاعد الدرس، وأن ينشغل بالرسم. واستطاع بعد جهد كبير إقناع والده بذلك؛ فترك الكلية ( عام 1622م ) وبدأ فترة دراسة فن الرسم ، على يد الرسام الهولندي " جاكوب فان سوانبرغ "؛ الذي تلقى تدريسه الفني في إيطاليا. 
وظل " رامبرانت " مع " جاكوب "، لمدة ثلاث سنوات، اكتسب خلالها مهاراتٍ فنية كبيرة ، وخلال هذه الفترة، كان  يرسخ صلته بزميل له يكبره سنًّا، ألا وهو "جان ليفز"، وقد انغمس الاثنان في علاقة صداقة خاصة، وبعد ذلك توجه إلى أمستردام للدراسة، على يد " لاستمان "؛ الذى ذاع صيته في تلك الفترة، وهكذا غادر ابن السابعة عشرة إلى أمستردام ، فقضى قرابة ستة أشهر في استوديو "لاستمان".. تعلم خلالها اللغة الإيطالية ، واطلع على حياة المجتمع الإيطالي والروماني.
وعاد رامبرانت إلى لايدن ( عام 1625م )  لكي ينشىء " استوديو " خاصًّا به؛ ليباشر أعماله، وتزوج من " ساسكيا " (عام 1634م) وقد تبددت ثروته بعد وفاة زوجته (عام 1642 م) وعاش منزويًا ومدينًا. وفي عام 1657 م، بيعت مجموعات "رامبرانت" بالمزاد العلني؛ إلا أن المبالغ المحصلة لم تكف لسداد ديونه، وفي (عام 1660 م) بدأ "رامبرانت" يعيش حياة العزلة في منزل ابنه، ولكنه استمر في تلبية الطلبات التي كانت ترده من محبي فنه، مثل لوحة "أعضاء نقابة صانعي الملابس"؛ التي أكملها ـ عام 1662 ـ وفي عام 1668 تزوج ابنه "تيتوس"، ولكنه توفي بعد زواجه بستة أشهر، فأصيب "رامبرانت" بحزنٍ عميق، وتراكمت عليه الديون؛ ليقضي حياته فقيرًا كما ولد. وتوفي "رامبرانت" في الرابع من أكتوبر 1669. 
مأساة حبه قصص الحب التي تجمع بين الفرح والحزن.. بين الضحكات والدموع.. بين الرومانسية والتراجيدية، قصة حب الفنان الهولندي "رامبرانت"، لما لها من آثار على إبداع وحياة هذا الفنان. فلم يكن حبه للفتاة  "ساسكيا" مجرد شعور عاطفي، بل إنها حركت في نفسه آيات الإبداع، وفجرت طاقات فنه. تزوج "رامبرانت" من "ساسكيا" في 22- 5- 1634. وكانت "ساسكيا" فتاة جميلة تشبه النساء في لوحات الرسام الفلمنكي "بول روبنز"، واتخذ "رامبرانت" من "ساسكيا" تعبيرًا عن الدفء والألفة الممتلئة بالعاطفة، وكان كلاهما يأمل في حياة سعيدة، بهذا الزواج، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن؛ فقد مات وليدها الأول والثاني والثالث، وكانت الضربة القاصمة لـ"رامبرانت" بالمولود الرابع؛ فقد عاش المولود هذه المرة، ولكن أمه "ساسكيا" هي التي ماتت في 14 يونيو عام 1642. 
ووفاة "ساسكيا" كانت نقطة تحول في حياته ؛ فقد انقلبت حياته حزنًا وألمًا على فراقها، ولم تعد الحياة بعدها سهلة على "رامبرانت"؛ الذي جمع ثروة هائلة لإسعاد "ساسكيا"، ثم ما لبث أن انطوى على نفسه.. يعيش حزنه الأزلي الدفين؛ فتبددت ثروته الهائلة؛ التي جمعها طوال حياته، وهو الذي ولد لأبوين فقيرين، وعاش مكافحًا طوال عمره، إلى أن جمع ثروة هائلة ـ بسبب شهرته؛ التي انتشرت في كل مكان ـ إلا أن موت زوجته "ساسكيا" أثر على حياته، وكأنه لم يعد له أمل في الحياة فضاعت ثروته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner